العُشب الرائع
كان الخيزران جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الزراعية للهند على مدى عدة قرون. وتعمل الحكومة الهندية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي على تعزيز مكانة الهند في سوق الخيزران العالمي من خلال تنفيذ مجموعة من الخطط التي لا تفيد المزارعين فحسب، بل تدعم كذلك الحرفيين لعرض منتجاتهم في الأسواق في مناطق الحضر في الهند وكذلك في الأسواق الدولية.
يُشار إلى الخيزران غالبًا باسم “الذهب الأخضر” ، وهو جزء لا يتجزأ من ثقافة الهند وتراثها. ويشكل هذا النبات، بداية من استخدامه كعنصر غذائي إلى كونه أحد العناصر المطلوبة في عمليات البناء، جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة في الهند. ويعد هذا العشب متعدد الاستخدامات في عمليات التصنيع التقليدية للألعاب والسلال وأسرة النوم، وصناعة أدوات حديثة لها فوائدها النفعية مثل: فرش الأسنان والأقلام ولوحات المفاتيح والساعات ومكبرات الصوت! وإدراكاً للاستخدامات المتعددة لهذا النبات وأهميته في نمو الاقتصاد الريفي، اتخذت الحكومة الهندية عدة خطوات لتعزيز زراعته. وفي كلمته في برنامجه الإذاعي الشهير مان كي بات في يوليو 2020، سلط رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الضوء على فوائد منتجات الخيزران، التي تم صناعتها في الولايات الشمالية الشرقية من الهند وهي: آسام وتريبورا ومانيبور، وأشاد بمهارات الحرفيين في إبداع هذه المنتجات. ولا تساهم المنتجات المصنعة من الخيزران في دعم الاقتصاد الهندي فحسب، بل تساهم أيضاً في تعزيز حملة رئيس الوزراء “اصنع في الهند” و حملة “تحقيق الاكتفاء الذاتي”.

الخطوة الكبيرة
ويعد تعديل قانون الغابات الهندي لعام 1927 الذي حدد الخيزران على أنه شجرة من أكبر الخطوات، التي اتخذتها الحكومة برئاسة رئيس الوزراء مودي لصالح مزارعي الخيزران. وبعد هذا التعديل، أصبح الخيزران الآن معروفاً كعشب. ورفع هذا التعديل، الذي تم تنفيذه في عام 2016، العديد من القيود، التي أعاقت تجارة ونقل الخيزران. وتسمح هذه الخطوة حالياً لمزارعي الخيزران بنقل منتجاتهم إلى أي مكان في البلاد دون الحاجة إلى الحصول على تصريح مرور.

وقد قامت الحكومة بإعادة هيكلة الخطة القومية للخيزان في 2018-2019 من أجل تحقيق التنمية الشاملة للقطاع. ويتم تنفيذ هذه الخطة بهدف رئيسي آلا وهو ربط المزارعين في إطار شبكة عامة و كذلك زيادة إمدادات المواد الخام المناسبة لهذه الصناعة المحلية. وفي إطار الخطة، تم اتخاذ خطوات لزيادة توفير مواد زراعية عالية الجودة من خلال دعم إنشاء مشاتل جديدة و الارتقاء بمستوى المشاتل الموجودة. وإلى جانب ذلك، فإنه هناك برامج لبناء القدرات والتدريب تهدف إلى تعزيز مهارات الحرفيين لتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة و التي يمكنها الاستفادة من الطلبات على هذه المنتجات سواء على مستوى أسواق مناطق الحضر في الهندي أو الأسواق العالمية.
مساعدة المزارعين المستقلين
تتمثل رؤية رئيس الوزراء الهندي مودي في مضاعفة دخل المزارعين بحلول عام 2020، وبذلك يمكن أن يساعد الخيزران في دعم المزارعين بشكل كبير. وحتى في ظل وجود فواتير تضمن حصول المزارعين على أسعار أفضل لمنتجاتهم دون الخضوع لتنظيم الأسواق الزراعية ، سيحصل مزارعو الخيزران على ميزة إضافية دون بذل الكثير من الجهد. وافقت حكومة ولاية ماهاراشترا في 27 يونيو 2019 على خطة أتال بامبو سامريدي ، التي تنص على توريد شتلات الخيزران المزروعة بالأنسجة إلى 750 مزارعاً تقريباً في كل منطقة من مناطق الولاية بأسعار مدعومة. واقترحت حكومة الولاية كذلك تقديم 25 كرور روبية هندية لنفس الغرض.

دشن وزير الزراعة ورعاية المزارعين بالحكومة المركزية الهندية ناريندرا سينج تومار مؤخراً 22 وحدات صناعية لمنتجات الخيزران في تسع ولايات هي: ماديا براديش ، وجوجارات ، ومهاراشترا ، وأوديشا ، وآسام ، وناجالاند ، وتريبورا ، وأوتاراخاند ، وكارناتاكا. وقال إن البلاد تستعد في الوقت الحالي لزيادة الصادرات من منتجات الخيزران. وأضاف الوزير قائلاً: “إن الدعم الذي يقدمه بنك دبي الوطني للحرفيين المحليين من خلال أنواع الخيزران المزروعة محلياً سيحقق هدف حملة “ادعم المنتج المحلي”، علاوة على زيادة دخل المزارعين وتقليل الاعتماد على الاستيراد.” وأوضح الوزير كذلك أنه في ظل ما تتمتع به الهند من ثروة هائلة من نبات الخيزران والصناعة المتنامية المعتمدة عليه، فإن الهند يجب أن تعمل على إثبات قوتها في الأسواق العالمية في صناعة المنتجات المصممة والمصنعة يدوياً.
تم في أكتوبر 2020 إطلاق منتدى مستقل لتعزيز قطاع الخيزران من خلال دعم ريادة الأعمال وتجارة منتجات الخيزران. ويهدف منتدى الخيزران الهندي، وهو في الأساس فكرة من بنات أفكار الوزير السابق سوريش برابهو، إلى الجمع بين مجموعة تطوعية من 55 رائداً من رواد الأعمال في هذا القطاع. وقال الوزير السابق إنه يمكن أن تؤثر صناعة الخيزران في الهند بشكل إيجابي على حياة 4 ملايين مزارع وحوالي 1.5 مليون رائد من رواد أعمال في مجال الخيزران خلال السنوات الخمس المقبلة. وقد اتخذت حكومة الهند عدة خطوات لتطوير قطاع الخيزران بهدف معالجة قضايا مثل: سبل العيش المستدامة والتخفيف من أثر تغير المناخ. وفي إطار الدعم الكبير المقدم من الحكومة بهدف الترويج للخيزران وزراعته وإنتاجه علاوة على جهود رواد الأعمال، فإن الهند في سبيلها لتعزيز مكانتها في سوق الخيزران العالمي وكذلك في طريقها لأن تصبح دولة أنظف وأكثر اتساعاً في رقعتها الخضراء.