علم الحياة
بالإضافة إلى تعزيز المناعة وتعويض سوائل الجسم الحيوية، فإن الأيورفيدا (وتعني الطب الهندي التقليدي) تقوم أيضًا بدعم وتعزيز الصحة السليمة بوجه عام. ففي هذا الصدد يوضح الدكتور سانجيف راستوجي كيف باتت الممارسات الطبية التقليدية وثيقة الصلة بدرجة كبيرة بالوقت المعاصر، وخصوصًا أثناء فترة الوباء.
تعد الأيورفيدا منظومة الطب التقليدي للهند لأكثر من سبب. فهي علم الحياة الذي يتعلق بشكل عام بالصحة والطب. وعلاوةً على ذلك، فإن الأيورفيدا معروفة بأنها نظام طبي متكامل ينطوي على الصحة الجسدية والنفسية والفلسفية والأخلاقية والروحية. فلطالما كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يؤكد تأكيدًا بالغًا على فوائد الأيورفيدا، ويشجع على التوجه للعلم التقليدي ذي الصلة بالصحة الشاملة. حتى أنه عندما تفشى الوباء في البلاد، وفي العالم بأسره، العام الماضي، نصح رئيس الوزراء مودي المواطنين بشرب الماء الساخن مخلوطًا معه الكادها (وهو مشروب من وصفة الأيورفيدا يتم إعداده باستخدام الأعشاب أ/والتوابل) باستمرار لتعزيز المناعة والحفاظ على الصحة. فقد صرح رئيس الوزراء مودي خلال خطابه الذي ألقاه على الأمة بتاريخ 4 إبريل 2020 قائلًا: “لتقوية جهازكم المناعي، عليكم بالالتزام التام بالتعليمات الصادرة عن وزارة أيوش. اشربوا الماء الساخن والكادها باستمرار.”
تعريف الصحة
غالبًا ما يتردد على مسامعنا مقولة “الصحة كنز” لكننا لا نكترث دائمًا إلى الربط بين الكلمتين. فالصحة السليمة تضمن إنتاجية أفضل، ومن ثم تثمر عن فرد متفائل وذي فائدة للمجتمع. المثير للاهتمام هو أنه وفقًا لمنظومة الأيورفيدا فإنه يتم تعريف الصحة على أنها الحالة الإيجابية للذهن والروح والجسد. فالأيورفيدا تولي أهمية كبيرة للصحة بدلًا من المرض. وهذا الأمر ينعكس أيضًا على هدفها الرئيسي الذي يتثمل في أن الحفاظ على الصحة أفضل من علاج المرض. تتبنى الأيورفيدا بعض الإستراتيجيات للحفاظ على الصحة، تتسم هذه الإستراتيجيات بأنها بسيطة لكنها ذات قيمة وأهمية كبيرة. فالوقاية من المرض يعتمد بشكل كبير على تجنب العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض. ويحتاج هذا الأمر بالتأكيد إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد على تقوية المناعة والقوة الداخلية للجسم. فللحفاظ على الصحة يعتمد نظام الأيورفيدا على ثلاث نقاط رئيسية لضمان أفضل نتيجة وللحصول على صحة سليمة، ألا وهم النظام الغذائي المتوازن وأخذ قسط كافي من النوم وانتهاج نمط حياة صحي بوجه عام.

نوع الأكل المتناول
تبين أن الطعام نفسه أحد العوامل الكبيرة للعناية بالصحة، إن تم استهلاكه بحكمة. فقد كان الأثر الكلاسيكي لعلم الحياة (الأيورفيدا) حافلًا بالكثير من المدح والإشادة بمواصفات الطعام وكميته وأنواعه وطريقة تناوله بحسب احتياجات كل فرد. وقد ثبت أن علم الأيورفيدا المتعلق بالأطعمة والتغذية أفضل من علم التغذية المعتاد، وذلك لأنه يوفر مقياس حيوي لتناول الأطعمة بحسب المتطلبات اليومية. فبدلًا من تحديد الاحتياج للطاقة بناءً على احتساب السعرات الحرارية للفرد، فإن علم الأيورفيدا يحدد الكمية بحسب المتطلبات الحالية للجسم وبحسب حالة الهضم. وعلى نحو مشابه، يتم تحديد نوع الطعام الداخل للجسم عبر عرض قابلية الاستفادة من الأذواق الستة (المذاق الحلو والحامض والمالح واللاذع (الحار) والمر والقابض) بالطعام. وهناك ميزة كبيرة أخرى يتميز بها نظام الأيورفيدا من ناحية تحسين الحالة الصحية وهي تناول الطعام بعدما يتم هضم كمية الطعام التي تم تناولها سابقًا. فهذا المبدأ الخاص بنظام الأيورفيدا قد جذب انتباه العديد من أخصائي التغذية على مستوى العالم حتى أن علم التغذية الحديث قد تبنى منهجية تقييد فترة تناول الطعام.
رسايانا وخطة التغذية
يقصد بمصطلح رسايانا (وهو طريقة علاج لتجديد الشباب) في الأصل أنه نظام التغذية على اختلاف مستويات الخلايا وتباين أحجامها سواء كبيرة أو متناهية الصغر. يجدد هذا النظام السوائل الحيوية بالجسم، ويعزز من قوة الجسم مما يساعد على إطالة العمر. كما أنه يحسن الجهاز المناعي، مما يقي الفرد من الإعياء والأمراض المصاحبة للشيخوخة والتقدم في العمر. الجدير بالذكر أنه خلال فترة الوباء الحالية تم الرجوع إلى الرسايانا واستكشاف العديد من الأعشاب التي تحتوي على تأثير الرسايانا مثل (عنب الثعلب الهندي والجينسنغ الهندي ومياه نبات الزوفا) والتي ثبت أنها تفيد في تحسين الجهاز المناعي، وفي التخفيف من حدة المضاعفات اللاحقة للإصابة بفيروس كوفيد 19 لفترات طويلة. وعلى عكس الأدوية العصرية/ الغربية التي تخفف الألم سريعًا، فإن نظام الأيروفيدا يستغرق وقتًا في المعالجة وذلك لأنه يعالج المرض من جذوره. فالوباء الحالي يضرب لنا أكبر مثال في هذا الشأن. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه لطالما أشاد رئيس الوزراء مودي بفوائد الأيروفيدا. ففي الحقيقة، منذ أن تولى مودي منصبه عام 2014، كان يولي اهتمامًا كبيرًا لوزارة أيوش (قسم الأيورفيدا واليوجا والمعالجة الطبيعية والطب العربي اليوناني والسيدها وطب السوا ريجبا والمعالجة المثلية) التي تأسست في عهده واهتمت بالممارسات الهندية القديمة والتقليدية للحفاظ على الصحة. فقد أثبتت خصائص الأيروفيدا التي تم الانتفاع بها منذ تفشي الوباء، فضلًا عن الفوائد الناجمة عنه حقيقة أنه بالرغم من كون الأيروفيدا ممارسة قديمة وتقليدية إلا أنها فعالة وتضمن التمتع بصحة جيدة بوجه عام، طالما تم تبنيها في الحياة اليومية.
أعلى اليمين: شاي الياسمين مفيد للتخفيف من مشاكل الجهاز الهضمي والالتهابات.