السياحة المحلية
شهدت صناعة السياحة في الهند في هذه الفترات العصيبة، التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، أفضليات جديدة ومختلفة في السياحة و السفر لم تكن معتادة مثل الرغبة في السفر وحيداً في سيارتك أو في سيارة كارافان خاصة بالرحلات، والرغبة في الذهاب إلى مقاصد تقع في مناطق نائية وأقل كثافة من الناحية السكانية أو الإقامة في معسكرات أو القيام برحلات داخلية. ومن المثير للاهتمام أن هذه الأفضليات الجديدة تساعد كذلك السكان المحليين في المناطق النائية على الاستمتاع بالاستقرار المادي في معيشتهم.
في ظل التخفيف التدريجي للقيود المفروضة عقب انتشار جائحة كورونا، يبحث الناس عن فرص للسفر مع الالتزام بإرشادات السلامة. وتعتبر الإقامة في بيوت الإقامة المنعزلة والمنازل الصغيرة المستقلة الخيار المفضل لأنها تحد من التواصل مع الغرباء إلى أقصى حد ممكن. وبدأ عدد كبير من المتخصصين يتكيفون مع فكرة “العمل والاستمتاع بمكان الإقامة” وهي عبارة نهج شامل يساعد على رفع انتاجية الموظف وضمان عامل الصحة والعافية.
وعلى عكس أنماط السياحة الأخرى ذات الطابع التجاري الخالص، يمكن لفكرة العمل والاستمتاع بمكان الإقامة توفير بيئة للعمل وأن تكون مصدراً عاماً للعلم والمعرفة، حيث يقيم ويعمل بها المتخصصون من أصحاب المهارات المتنوعة ويعيشون في جوار مجتمعات ريفية.ومن ثم، يمكن أن يأخذ التواصل بين هذه الفئة والسكان المحليين صورة برنامج واسع النطاق للتعلم والتطوير المجتمعي وذلك من خلال تشجيع المتخصصين على القيام بأنشطة تطوعية مجانية تتوافق مع مجموعة المهارات التي لديهم.
تقديم وجبة الإفطار للممثلة السويدية ميليندا كينمان في أحد منازل الإقامة الصغيرة في لاداخ. تم التقاط الصورة قبل انتشار جائحة كوفيد-19
وسوف نرى خلال الأشهر المقبلة مجتمع من عٌشاق السفر ممن يشعرون بمسئولية أكبر تجاه الوجهات التي يذهبون إليها. يختار المسافرون في العصر الجديد وسائل أطول للسفر(عن طريق البر على سبيل المثال) للوصول إلى أماكن منعزلة، والبقاء في عقارات صغيرة قائمة بذاتها مع الحفاظ على البيئة.وبمرور الوقت، أصبح الناس أكثر وعياً تجاه مساهمتهم من أجل تحسين البيئة المحلية والأفراد والاقتصاد. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي البقاء في المناطق الريفية والمساهمة في تحسين المجتمعات المحلية. من خلال حملته “دعم المحليين”، وجه رئيس الوزراء ناريندرا مودي نداءاً للقيام بإضافات مهمة للصناعة المحلية في الهند. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم الشركات المحلية وخاصة القطاعات المرتبطة مباشرة بالسفر والسياحة.
رحلة إلى المناطق الشمالية من البلاد
لطالما كانت جبال الهيمالايا بمثابة الحارس للحدود الشمالية الطويلة للهند، بينما تقع عند سفوحها بعض الوجهات الرائعة لقضاء العطلات. تقع بلدة ناركاندا الجذابة على بعد أقل من ساعتين عن شيملا تلك الوجهة الرائعة الواقعة بين أحضان التلال. وتشتهر شيملا بوجود عدد لا يحصى ولا يعد من الأفدنة التي تضم بساتين تنتج مجموعة من أشهى أنواع التفاح في البلاد. وقد لا يعرف الكثيرون أن مدينة هيماشالي الهادئة هي واحدة من أفضل وجهات التزلج على الجليد في ظل ما تمتع به من منحدرات متدرجة وخاصة في فصل الشتاء. ومن بين الجواهر الأخرى المخفية في جبال الهيمالايا بلدة مونساري الصغيرة، التي تقع بين الروافد العليا لجبال كوماون هيمالايا وهي السلسلة الواقعة في النطاق الغربي-الأوسطي في شمال الهند، وهي موطن للعديد من المجتمعات الجبلية الصغيرة التي تتعايش مع بعضها البعض في سلام.
المناطق الرائعة في المناطق الغربية
تمثل الحدود الغربية للبلاد تجسيداً لروعة وجمال الريق وسحر العالم القديم. وتعتبر قرية خيمسار الهادئة الواقعة في منطقة ناجور الأقل شهرة في ولاية راجستان واحدة من المناطق الرائعة غير المكتشفة في الولاية. وتوفر القلعة الموجودة بالمدينة، والتي تحولت الآن إلى فندق فخم، لمحة سريعة عن نمط الحياة الرعوية في هذه البقعة من الهند، والتي تقع على مسافة قصيرة من المدن الرئيسية مثل جودبور (على بعد 100 كيلومتر).
معسكر مضاء بالفوانيس في منطقة من الأماكن في صحراء ثار مترامية الأطراف في خيمسار بولاية راجستان.
المناطق الساحرة في الجنوب
تعكس المناطق الجنوبية للهند تبايناً صارخاً مقارنة بالمناطق الشمالية الجبلية من البلاد. وتعد مدينة أودوبي في المنطقة الساحلية لولاية كارناتاكا من المدن الفريدة من نوعها في المناطق الجنوبية، حيث تضم معابد متنوعة أخرى وشواطئ ذات طبيعة بكر ومناظر طبيعية خضراء مورقة. وتعتبر مدينة تيكيدي الواقعة في منطقة إيدوكي بولاية كيرالا مثالاً آخراً على الوجهات الرائعة المناسبة لقضاء أجمل الأوقات. تقع تيكيدي على بعد 190 كم فقط عن مدينة كوتشي ، المركز الاقتصادي للولاية ، وهي موطن لمحمية بيريار تايجر ، التي تعتبر واحدة من أشهر المنتزهات الوطنية في البلاد.
سحر المناطق الواقعة في شرق البلاد
يٌنظر إلى قرية داوكي الصغيرة الواقعة بالقرب من نهر أومجوت في منطقة ويست جانتي هيلز في ميجالايا باعتبارها الوجهة الأمثل لكل مسافر. وتشتهر القرية الواقعة على الحدود بين الهند وبنجلاديش بالمياه الصافية لنهر أومجوت علاوة على ما تتميز به المناطق المحيطة بها من خصوبة التربة والخضرة المورقة. ويمكن القول إن هذه الوجهات الرائعة ذات الطبيعة البكر ليست مجرد بديل عن الأماكن السياحية الشهيرة، ولكنها توفر أيضاً فرصة للتعرف على الثقافة الريفية النابضة بالحياة والمتنوعة في الهند. وتعمل الشركات على تدريب مجموعات صغيرة من الشباب لتلبية الطلب المتزايد على السياحة الداخلية في هذه المناطق، وهو جهد يهدف إلى تثقيف الزائرين عن هذه الوجهات المحلية والتقاليد المتبعة بها و في المناطق المحيطة من خلال رحلات بين أحضان الطبيعة و عبر التنزه في الغابات ومشاهدة الطيور وغيرها من الأنشطة. ويعتبر القيام بمثل هذه الرحلات أفضل طريق للتخلص من الإجهاد في هذه الأوقات.وبدأت بالفعل بعض الشركات الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الريف الهندي تستفيد بشكل كبير بسبب الزيادة الكبيرة التي طال انتظارها في أعداد السفر المحلي بعد دعوة رئيس الوزراء مودي لحشد الدعم للمنتجات والخدمات المحلية كوسيلة لتحقيق انتعاش اقتصادي سريع وفعال.
موظفو فندق يقومون بتعقيم غرفة في بونيه بولاية مهاراشترا.