عندما يمتزج الفن بالرياضة
تعتبر الأفلام المستندة إلى قصص الرياضيين مسلية وملهمة ومرتبطة بالواقع. حيث انها لا تشجع الرياضة فقط بل تضمن عدم نسيان الأساطير الرياضية
قد ألهمت البشرية إلي الأبد قصة مقاتل يتفوق علي كل الصعاب. وكانت القصص المرتبطة بشغف النجاح وصراع الرحلة وأخيرا فرحة الفوز هي أكثر القصص شعبية على الإطلاق. حيث اتجهت صناعة الأفلام الهندية في الآونة الأخيرة إلي الأفلام ذات الصلة بالرياضة ويعد كلا من فيلم دانجال وبهاج ميلكها بهاج وفيلم ذا ان تولد ستوري عن لاعبين الكريكيت ماهيندرا سينج دوني وماري كوم وازهار وسورما هي بعض من الأفلام الحيوية الرياضية التي صدرت خلال السنوات القليلة الماضية. وقد شجع النجاح المالي والحاسم لهذه الأعمال المزيد من المخرجين على الخوض في هذا النوع.
إحراز المزيد من التقدم
تتيح الأفلام الخاصة بالرياضيين الفرصة للمخرجين بالجمع بين ثلاثة عناصر أساسية: الدراما والنشاط والحركة أو البطولة بجانب الاستفادة من الشهرة والمعجبين بالموضوع. يقول تيجمانشو دهوليا، الذي أخرج فيلم بان سينج تومار عام 2012 استناداً إلى حياة الجندي الذي تحول إلى رياضي فيما بعد: “تُضفي الرياضة جواً من الإثارة على العمل الفني. وبالنسبة للمخرج من السهل اختيار شخصية رياضية وإظهارها في ممارسة تدريبات بدنية قوية وإضافة الشعور بالوطنية وبهذا يصبح جاهزاً لديه فيلم عن شخصية رياضية ذات شعبية كبيرة.” وأضاف في توضيحه عن الأسباب، التي تجعل الرياضيين موضع جذب لصانعي الأفلام، قائلاً: “يتم إنتاج الأفلام الرياضية لأن الشخصية الرائدة معروفة لدى الكثيرين إن لم يكن بالفعل نجمًا مما يساعد في تسويق الفيلم.”

وتكمن الميزة أيضا في اختيار قصص فريدة عن هذه الشخصيات التي ينتظر الجمهور سماع أخبارها وتلقفها بشغف كبير. وتقدم القصص نفسها والعروض الترويجية استنادا إلى الفضول حول حياة شخص يتمتع بشهرة بالفعل. توافق مع ذلك الرأي الممثلة بارينيتي شوبرا،التي من المقرر أن تلعب دور بطلة كرة الريشة ساينا نيوال في فيلم سيرة ذاتية باسم ساينا، حيث تقول: “حققت ساينا الكثير من النجاح في سن مبكرة وقصتها تلهمني حقًا.” وفي بعض الأحيان قد لا تكون هذه الشخصية الرياضية صاحبة الإنجازات معروفة، ومن ثم فإن الأفلام تساعد في عرض قصة حياة هذه الأساطير الحقيقية. ويقول الممثل هارشفاردهان كابور، الذي يستعد للعب دور أبهيناف بيندرا بطل الرماية الحائز على الميدالية الذهبية الأولمبية، في فيلم سيرة ذاتية: “جمهور السينما أكبر من أبطال الحياة. وهم سبب أن يكون هناك نجوم مثل سلمان خان و راجينيكانث مشهورين جدا، لأنهم يقدمون أعمال إنسانية خارقة في أفلامهم. لذلك، عندما تنتقل قصتهم إلى الشاشة، فإن تجسيد تلك البطولة يصبح سهلاً.”

كما أن هناك عامل آخر يساعد في ذلك وهو أن نجوم الرياضة هم أشخاص عاديون لديهم شغف ومثابرة غير عاديين كما أن قصصهم مقنعة للمشاهد. ويقول اجيت انديرالمدير التنفيذي للعمليات في شركة فياكوم 18 للرسوم المتحركة والتي كانت تدعم عدة مشروعات في الرياضة الهندية:”كانت ماري كوم فتاة عادية حتى بدأت الفوز بالميداليات. وبدأ الجمهور يتعرف على ظروفها وكفاحها في الحياة. في النهاية، يبقي هنالك أمل إذا استطاعت فتاة عادية مثل ماري كوم أن تنجح، ويتبادر لذهن المشاهد سؤال هل يمكننا أن نفعل نحن نفس الشئ أيضاً ؟!”
قالب سينمائي جديد
هناك جدال أيضاً حول تغير الأذواق لدى جمهور السينما الهندية ، حيث نجد أن الأفلام المرتبطة بمجال الرياضة أصبحت رائجة عند مقارنتها بغيرها من الأنواع الأخرى من أفلام السينما. ويقول أندريه: “تبحث بوليوود حالياً عن قصص تختلف عن موضوعات الرومانسية والانتقام. لقد غيرنا القوالب المعتادة. وتخلصت أفلامنا من فكرة الدوران في فلك موضوعات محددة. كذلك ، تمثل الأفلام مختلف التطورات والأمور، التي تدور في المجتمع. وبما أن الهند تضم ألعاب رياضية أخري بخلاف الكريكيت، فإن الجمهور يترقب لرؤية المزيد من قصص النجاح في هذا المجال.” ومن جانبه، يقول المخرج راكيش أومبراكاش ميهرا، الذي أخرج فيلم بهاج ميلكها بهاج: “لقد تطور الجمهور ويريد مشاهدة محتوى جديد. كما أصبح الناس أيضاً أكثر استعدادا لتلقي الإبداعات ومشاهدة أفكار خارج الصندوق بصرف النظر عن هوية الممثلين.”
نهايات سعيدة
يقول معظم مخرجي الأفلام إن هناك جزءاً من القصة التي تروي حياة الرياضي لا يعرفه معظم الناس.وكلما واصل الرياضيون الهنود في تحقيق الإنجازات في مجال الرياضة يحصل المخرجون على المزيد من الخيارات لقصص أفلامهم. وفي النهاية، تعد النهايات السعيدة عامل يؤدي إلى الشعور الجيد بالرياضة، التي تجعل الأفلام الرياضية جذابة. ونجد أن ما يبحث عنه كل مخرج هو فكرة الانتصار الساحق وهو ما توفره هذه النوعية من الأفلام. ويعد الحماس جزء لا يتجزأ من الفيلم الرياضي، والذي يجعل الجماهير تتوحد مع الشخصية عاطفياً. في عام 2001 عندما تم إطلاق فيلم “لاجان” – وهو فيلم مرتبط بالرياضة ، وليس فيلم سيرة ذاتية – هتف المشاهدون في دور السينما في نهاية الفيلم.

ويمتلك هذا النوع من الأفلام الرياضية القدرة على تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها طبقات عامة الشعب، وإن كانت تقدم بطريقة مسلية. وتجسد هذه الأفلام قيماً مثل: التحرر و الإصرار وروح المثابرة وغيرها من القيم الأخرى. يقدم أي فيلم عن يتم إنتاجه بصورة جيدة عن حياة رياضي التشويق و كذلك الحكمة. كما أنه يساعد في التشجيع على ممارسة الرياضة، ويلهم الآلاف من الشباب أن يحلموا بنفس مستقبل .