انصت لصوت العقل

انصت لصوت العقل

إن فهم الفروق الدقيقة في الطعام الذي نأكله وكيف أننا عندما نتناوله يؤثر في النهاية بصورة أو بأخرى على أجسامنا. يشرح لنا منسق الموسيقى أو الجوكي الذي تحول إلى صاحب المطعم جورميت أرورا كيف أن تناول الطعام بصورة عقلانية ليس مجرد فلسفة، و إنما هي ممارسة يمكن أن تساعدنا في اتخاذ خيارات تجعل حياتنا أكثر صحة ومن ثم نعيش حياتنا بصورة أفضل.

لا يتذكر معظمنا في الغالب كل ما تناولنه في وجبتنا الأخيرة. وفي أغلب الأوقات لا نستمتع بعملية تناول الطعام بصورة كاملة. ووفقاً لدراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي منظمة دولية، يقضي المواطن الهندي العادي ساعة واحدة فقط و 27 دقيقة يومياً في تناول الطعام، في حين يقضي المواطن في دول أخرى مثل فرنسا أكثر من ساعتين في تناول الوجبات يومياً على في المتوسط​، مما يثبت أن الهنود يأكلون بصورة سريعة. إن هذه السرعة في تناول الطعام علاوة على نقص الوعي بنوعية الطعام الذي نتناوله يبطئ عملية التمثيل الغذائي في الجسم ، ويزيد من السمنة ويؤدي إلى مشاكل صحية حادة.

ما هو الأكل السليم لصحة الذهن

يمكن وصف الأكل السليم والصحي لذهن الإنسان بأنه الأكل الذي يحافظ على وعي الإنسان عند تناوله. تحدد الطريقة التي نتعامل بها مع طعامنا الكيفية التي سيؤثر بها علينا. في حين أن الخيارات المثالية للأكل الصحي لسلامة الذهن تتركز في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبذور والمكسرات والزيوت النباتية ، يمكن للمرء أيضا أن يتنبه إلى عدم تناول الأطعمة غير الصحية. إن الاهتمام بالطعام الذي يتم تناوله وكيفية تأثيره على الجسم من الممكن أن يقلل من رغبة الإنسان في التمادي في تناول المواد الغذائية غير الصحية.

بدأت الأطعمة غير المعالجة مثل الحبوب الكاملة والبراعم تعود من جديد للمشهد الغذائي.

كيف يساعد تناول الأكل الصحي للذهن 

يرتبط أسلوب حياتنا والطعام الذي نتناوله ارتباطاً وثيقاً ببعضهم البعض. ويحتاج الروتين اليومي إلى التغيير أولاً إذا أردنا إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار ما نأكله عند إجراء تغيير في عاداتنا الغذائية. عندما يتعلق الأمر بالطعام التقليدي وممارسات الأجداد، فإننا “نأكل من الطبق” بدلاً من “الأكل بكميات محددة بالميزان”. والتفسير البسيط لهذا المفهوم هو أن حجم طبق الطعام، الذي نأكله حتى عندما يحتوي على أطعمة مختلفة بشكل كبير، فإنه يراعي التوازن في الكميات. والمثال على ذلك أنع يمكن أن يختلف مكونات طبق ثالي الهندي التقليدي في المناطق المختلفة لكن التوازن الغذائي بين المكونات يظل قائماً، سواء أكان الطبق معد في راجستان أو جامو وكشمير أو آسام أو كيرالا. نكهات الأطباق الهندية متنوعة ولكن النظام الغذائي المتبع متوازن. وقد وصل هذا المفهوم الآن إلى المطبخ المعاصر. وتعتمد الفكرة على مسألة مشاهدة الطبق وليس الكميات المقدرة بالميزان لفهم ما يتطلبه جسمنا.

ثبت أن ممارسة التأمل في المساحات الطبيعية الواسعة تحقق فوائد صحية كبيرة على الجسد والروح

ويساعدك الأكل الصحي للذهن على اتخاذ خيارات غذائية صحية. و إذا كان المرء على دراية ووعي بالمكونات والكميات المستخدمة وموعد تناول الوجبة ، سيفهم تأثيراتها على الجسم عند تناولها.

كيفية إتباع هذا النهج الغذائي  

اليقظة الذهنية تستغرق وقتاً كي تصبح روتين يومي لدى المرء، لكن الكثير من الناس يجدون أنه من خلال تناول الطعام بهذه الطريقة، حتى مع وجبات قليلة في الأسبوع، يمكنك أن تصبح أكثر انسجاماً مع جسمك. ومن خلال الانتباه لما تأكله حتى لوجبة واحدة في اليوم، يمكنك تغيير عاداتك الغذائية للأفضل والتمتع بالصحة الذهنية والبدنية،والتي تأتي بفضل إتباع نظام غذائي صحي. لا يسعني إلا التفكير في الطريقة التي كان يتبعها أجدادنا وأسلافنا في عملية تناول الطعام. كان النظام الغذائي بالنسبة لهم عبارة عن تكيف بصورة مبسطة. ما عليك سوى أن تختار أطعمة بسيطة وسهلة في الهضم وأخف في الوزن. يمكن من خلال الالتزام بذلك أن نسيطر على رغباتنا في الأكل وكذلك في خيارات الطعام التي نتخذها. وبمجرد الوصول إلى التحكم في رغبات في الأكل، ستكون هذه هي بداية عادات الأكل الصحي للذهن.

التكيف مع الوقت

الفكرة هي العودة مرة أخرى إلى البساطة في كل شيء حتى الأكل. لقد أصبحت اللياقة البدنية اليوم أمراً معقداً تماماً مثل أطعمتنا. ولعل هذا الموضوع له علاقة جد هامة بإلحاحنا لفقدان المزيد من الوزن، والشعور باليأس من عدم القدرة على تحقيق الرشاقة بالشكل المطلوب على الرغم من إتباع كافة السبل.يجب على المرء إدخال تغييرات في نمط الحياة للوصول إلى روتين يومي أكثر صحة للجسد و الذهن. يجب أن نعمل على توافر نظام بيئي خاص بنا يلبي احتياجات عقلنا وجسدنا وروحنا ويصب في النهاية في صالح أنفسنا والمجتمع ككل، وألا يدعو للإفراط في أي شئ، و أن يكون هذا النظام نظاماً قوياً وموثوق به ودائم.

ابدأ بأخذ بعض الأنفاس العميقة قبل تناول أيوجبة أو وجبة خفيفة للتفكير في ما أنت على وشك وضعه في جسمك قبل تناوله. اعرف متى يكون جسمك جائعا، لا تنتظر حتى تكون مفترساً ولا تستطيع التحكم في شهيتك للأكل. فكر في الأكل الصحي للذهن تماما مثل التمرينات الجسدية، وأعمل أن كل شيء حتى لو صغير فهو مهم. كلما كان بإمكانك فعل المزيد للتركيز على عملية تناول الطعام، والاستماع إلى احتياجات جسمك فقط، كلما شعرت بارتياح أكبر من طعامك نفسه وقدرة أكبر على التحكم في نظامك الغذائي وعاداتك الغذائية.

أطباق بسيطة مصنوعة من دقيق الأرز مثل نولبوتو و ني باثيري تحظى بشعبية في جميع أنحاء جنوب الهند بسبب فوائدها