سلة المواد الغذائية في الهند
سواء كان الخس الجليدي أو الفطر أو البروكلي الطازج أو الكيوي أو الأفوكادو الصحي أو الزيتون الأخضر أو الجبن الأزرق الطازج ، يتم الآن زراعة وإنتاج العديد من المنتجات الغذائية العالمية في الهند ويتطلع القطاع إلى إنتاج المزيد والمزيد.
يتم تقديم معكرونة ملفوفة يدوياً مع صلصة زبدة الثوم مع قطع كربن بروكسل مشوية في الفرن وإلى جانب الطبق سلطة اللفت الطازجة مع حفنة من كرات جبن البوكونسيني. أما بالنسبة للحلوى فهو عبارة عن كوب عصير كيوي أخضر بالنعناع! ونظراً لأن هذه الأطباق غريبة وإلى حد ما عالمية، فإن جميع مكوناتها الرئيسية تم زراعتها محلياً، حيث يتم الحصول عليها من مزارع هندية: نبات الكبر يأتي من تاميل نادو وأوراق الكرنب من جامو وكشمير وكرنب بروكسل من ولاية كيرالا والكيوي من هيماشال براديش وجبن بوكونسيني من البنجاب.
منذ بضع سنوات أصبحت المكونات الغذائية الغريبة مثل الخضروات والفواكه وزيت الطهي والحبوب والجبن شائعة الوجود بصورة كبيرة في الهند، خاصة مع خبراء الطعام وأصحب أذواق المأكولات ذات الطابع العالمي. في البداية ، كان يتم استيراد كل هذه المكونات من جميع أنحاء العالم وبسعر مرتفع. ولكن مع تزايد شعبيتها في الهند، يتم الآن زراعة وإنتاج العديد منها في الهند الأمر الذي يعني ضمان تغذية بمنتجات طازجة وبتكلفة بسيطة. يعد التأثير البيئي الإيجابي من تقليل البصمة الكربونية بسبب تقليل وقت السفر للمكونات ميزة إضافية في مكونات هذه الأطباق. لم تعد المرء مضطراً للبحث عن العلامات التجارية العالمية لشراء هذه المنتجات: يتم زراعة أفضل نوعية من الخس في تلال نيلجريس ؛ ويتم توفير الأفوكادو الطازج من مزارع هيماشال براديش والأجبان النادرة يتم الحصول عليها من أجزاء مختلفة من البلاد.
صنع في الهند
الهند هي ثاني أكبر منتج للفواكه والخضروات في العالم، وهي أيضاً أكبر سوق استهلاكي لهذه المنتجات. تمثل الخضروات أكثر من نصف إجمالي الحصة السوقية لسوق الفواكه والخضروات الهندية، مع تنامي نصيب المنتجات الغريبة. يستفيد المزارعون الهنود من الطلب المتزايد على الخضراوات الغريبة. ففي عام 2018 ، استوردت الهند فواكه وخضروات بقيمة حوالي 3000 مليون دولار أمريكي. وفي عام 2019 ، انخفض هذا الرقم إلى 1189 مليون دولار أمريكي. ومن المثير للاهتمام، أن استيراد الخضروات الصالحة للأكل وبعض النباتات والدرنات انخفض بأكثر من النصف في العام (2019) المنتهي في مارس عند 1.18 مليار دولار أمريكي ، انخفاضًا من 2.9 مليار دولار أمريكي في 2017-2018. وشهد استيراد الخضروات والخس والبطاطا أيضاً انخفاضاً في 2018-2019. ويقول الخبراء إن هذا التراجع في الخريف ناتج عن قواعد استيراد أكثر صرامة خاصة باستيراد المواد الغذائية التي فرضتها هيئة سلامة الأغذية والمعايير في الهند علاوة على زيادة كبيرة في الزراعة المحلية من نفس هذه المنتجات. وفي الوقت الذي تراجعت فيه الأغذية المستوردة في الهند بعد أن كانت تنمو بنسبة 22-23 في المائة شهد الإنتاج المحلي لهذه النوعيات العالمية زيادة بمعدل 14-16 في المائة.
حددت حكومة الهند هذا القطاع الصغير من بين القطاعات الهامة، وأعلنت عن خطط لتقديم أفضل جودة من المكونات الغذائية الغريبة في الهند من خلال توفير بذور للمزارعين المحليين وشتلات هذه النباتات. وتم تدشين مشروع مدته ثلاث سنوات بتمويل من حكومة الهند من أجل استيراد مواد الزراعة الأصلية لأصناف غريبة من التفاح واللوز والجوز والعنب ونخيل التمر لتعزيز زراعة هذه الأصناف.
الإقبال على الفواكه
ومن بين الفواكه التي يتم استيرادها بكميات كبيرة تفاح فوجي الياباني وأنواع أخرى من التفاح الأخضر والعنب الأحمر والتمر والتوت والكيوي وأنواع مختلفة من البرتقال اليوسفي والبوميلو والعديد من أنواع الموالح الأخرى. وفي الوقت الذي نجد فيه أن بعض من هذه الفواكه مناسب للظروف المناخية المتنوعة في الهند، فإن البعض الآخر مثل تفاح فوجي والتفاح الأخضر من الأنواع التي من الصعب استبدالها أو زراعتها. ومع ذلك، نجح المزارعون الهنود في زراعة مجموعة متنوعة بديلة من تفاح فوجي على شكل تفاح لال أمبري من جامو وكشمير. ويتم إنتاج هذا الصنف الهجين عن طريق الجمع بين سلالة تفاح أحمر في هيماشال براديش مع سلالة لال أمبري الأصلية.
وتعد مراكز إنتاج العنب في البلاد هي: ماهاراشترا (تساهم بأكثر من 80 في المائة من إنتاج العنب في الهند) وكارناتاكا. تركز هذه الولايات بشكل أساسي على عنب المائدة الشهير،وتعطي الأصناف المستوردة فرصة لزراعتها نظرا لجودتها. من بين الفواكه الغريبة الأخرى التي تُزرع في الهند الكيوي حيث يتم زراعته في الغالب في المنطقة الواقعة في منتصف تلال هيماشال براديش وأوتار براديش وجامو وكشمير وسيكيم وميجالايا وأروناتشال براديش وكيرالا. ومن الفواكه الأخرى التي يتم زراعتها التوت، حيث تعد ولاية كارناتاكا هي الولاية الرئيسية لزراعة التوت في الهند. وتتساوى جودة الفواكه المزروعة في هذا المكان بالأنواع العالمية. وتعتبر تلال ناينيتال ودهرادون الخضراء المورقة في أوتارانتشال وماهاباليشوار في ولاية ماهاراشترا من المناطق التي يكثر بها مزارع الفراولة.

بستان تفاح ومشمش في سبيتي بولاية هيماشال براديش. تمكن المزارعون المحليون في الهند، حتى في أقسى المناخات، من زراعة ثمار غريبة باستخدام أساليب الزراعة القديمة إلى جانب الاستعانة بالتطورات والتقنيات الحديثة في عالم التكنولوجيا.
أنواع مختلفة من الخضروات
وبنفس الطريقة، تستورد الهند مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخضروات الغريبة مثل: البروكلي ، والخس الجليدي،والهليون،والفلفل الملونة،والبقدونس،والكرفس،والملفوف.ومع ذلك، بدأ المزارعون في الهند في الآونة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد بزراعة هذه الخضروات خلال موسم الحصاد الرئيسي وخلال موسم الركود. وبدأت العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية في وضع خطط لتحفيز المزارعين على زراعة هذه المحاصيل.
ويعد الجبن أحد المنتجات الغذائية الأخرى، التي كان يتم استيرادها بكميات كبيرة من أوروبا، ولكن يتم حالياً إنتاجه في الهند. كما تُصنع أصناف نادرة من الجبن في منطقة ديكان وفي ولايات كيرالا ومهاراشترا وتاميل نادو. وتنتج ولاية أوتارخاند كذلك مجموعة متنوعة من الجبن الأزرق النادر. وتنتج معظم وحدات تصنيع الجبن كميات صغيرة للحفاظ على عامل الجودة. ولعل مثل هذا النهج من الاهتمام بالتفاصيل هو الذي يجعل الجبن المحلي يضاهي البدائل المستوردة. وفي الوقت الذي يركز فيه رئيس الوزراء ناريندرا مودي على أن تصبح البلاد مكتفية ذاتياً في القطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به، فإن زراعة وإنتاج المواد الغذائية يمكن أن يقلل اعتماد الهند على الواردات العالمية. كما يمكننا نقول إنه في ظل الاستراتيجيات والإصلاحات المستمرة من جانب من الحكومة و رجال الصناعة، فإن سلة الأغذية الغريبة في الهند ستشهد حالة جديد من النمو.

مزارع هندي يُظهر رأس كامل لخس عضوي في مزرعة سردار باتيل في قرية كاثوادا بالقرب من أحمد آباد