مناعة بصورة طبيعية
في ظل نمط الحياة الذي يسير بخطى سريعة في الوقت الحالي، والميل لأساليب استشفاء غير سليمة، تستمر الهجمات الصغيرة على جهاز المناعة لدينا دون علمنا و دون حتى السماح لجسمنا بالتصدي لها. إليك كيفية استخدام ممارسات اليوجا البسيطة للعمل على تعزيز مناعتنا وعيش حياة أكثر صحة والتمتع بجسم سليم.
يعد جسم الإنسان- إلى حد كبير- بمثابة كيان ذاتي التنظيم و الدفاع والترميم والِإصلاح. لقد صممت الطبيعة جسم الإنسان بقدرة كامنة على الاستشفاء شريطة السماح لقوانين الشفاء الطبيعية بالعمل. ويجب أن نعلم أن صحتنا في مجملها هي نظام طبيعي يتكون نتاج تعامله مع كل ما نصادفه في حياتنا اليومية. وتسمى هذه القدرة العلاجية، التي تتكون في جسم الإنسان، بالمناعة. ويحتوي جسمنا على نظام متكامل يعتمد على نفسه لحماية أنسجته من هجمات البكتيريا والفيروسات والبروتينات الضارة والإجهاد التأكسدي من خلال شبكة تواصل و تفاعل تتم على مستوى هذه المنظومة الطبيعية بين الجهاز العصبي والغدد الصماء والمناعة. وفي عالم اليوم ، تواجه هذه الأنظمة الطبيعية داخل أجسدانا تحديات مستمرة بسبب أسلوب حياتنا السريع، والتوتر ، وعادات الأكل غير الصحية والتعرض لمسببات الأمراض. وتقلل أوضاع اليوجا والبراناياما من الشعور بالتوتر، وتحسن الاستجابة المناعية للجسم لمكافحة الالتهابات والحساسية. وتشتهر تدريبات اليوجا بقدرتها على تحسين المناعة.
اليوجا والمناعة
يمكن أن تساعد اليوجا في تعديل الاستجابة المناعية للجسم بطريقة مناسبة.وقد أظهرت الدراسات دور اليوجا في تحسين المناعة لدى السكان خلال أوبئة الإنفلونزا. إن اليوجا هي عبارة طريقة شاملة لحياة، و لها جذورها في التقاليد و الموروثات والثقافة الهندية. إن اليوجا عبارة أيضا عن نظام لزيادة مناعة الجسم وقوته بطريقة متوازنة. ويتم ممارسة اليوجا حالياً كجزء من نمط حياة صحي. وتحظى اليوجا بشعبية كبيرة على مستوى العالم بسبب قيمها الروحية وقدراتها العلاجية ودورها في الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة وإدارة الاضطرابات المتعلقة بنمط الحياة. ومن أكثر أساليب اليوجا المفيدة والشائعة، والتي تتوافر فيها فوائد الأوضاع المختلفة و البراناياما والمودراس هي أسلوب سوريا ناماسكار. ويتألف هذا الأسلوب من أساليب اليوجا من سلسلة من اثني عشر وضعية يتم القيام بها في الصباح الباكر باتجاه شروق الشمس. وتعمل الممارسة المنتظمة لتدريبات هذا النوع من أساليب اليوجا على تنشيط جميع أنظمة الجسم وتضمن الانسجام التام بينها. وتجعل الجسم يتمتع بالمرونة وتحسن مستوى المناعة.
يوجد في جسم الإنسان مجموعة من الاستجابات المناعية، من بينها مضادات الالتهاب الطبيعية وهي الأكثر شيوعاً. ويعد هذا المضاد الطبيعي مفيداً في حالات العلاج من الإصابات والالتهابات. وغالباً ما يصبح الالتهاب مزمناً في حالة الضغط النفسي والجسدي المستمر ، وبالتالي يضعف نظام المناعة لدينا. تتضمن معظم الوضعيات التمدد المنتظم للجسم،الذي يخفف الالتهاب ويزيد من المرونة. تم ورد الحديث عن قدرة التدريبات الأساسية لليوجا على تعزيز المناعة في بحث جديد نُشر في مجلة الطب السلوكي ودليل كلية الطب بجامعة هارفارد لليوجا: 8 أسابيع من أجل القوة والوعي والمرونة.
التطهير بممارسة تدريب كرياس
تساعد تقنيات التطهير التي تسمى بتدريب كرياس في إزالة المخاط الزائد واستعادة المناعة المخاطية. ويتم الاستعانة بتقنيات تشاتكرياس وهي جزء من التقنيات المستخدمة في اليوجا لتطهير الأعضاء الداخلية وأنظمة الجسم، وهي جزء من عملية إزالة السموم وتنظيف وتنشيط الأعضاء لدعم الوعي الداخلي العميق للجسد.
تعتبر البراناياما المكون الرابع من مكونات أشتانجا يوجا، التي تعامل لضبط البرانا أي عملية التنفس والطاقة داخل الجسم. وتساعد هذه التدريبات على تنظيم الطاقات الحيوية من خلال تنظيم التنفس. ويعد الغرض الرئيسي من البراناياما هو السيطرة على الجهاز العصبي من خلال التأثير على الوظائف العقلية.
التأمل من أجل التمتع بالصحة والعافية
يُعرف التأمل بأنه عملية الحفاظ على انتباه المرء مع تركيز مستمر على شيء ما. ويعد التأمل جزءاً لا يتجزأ من جميع التدريبات الخاصة باليوجا وهو مفيد للسمو النفسي والروحاني. من المعروف على مر السنين أن للتأمل المنتظم فوائد في تخفيف التوتر و يساعد على الشعور بالهدوء مما يكون له تأثير إيجابي على صحة الفرد ويعزز اتباعه لنمط حياة صحي.
ويساعد التأمل كذلك على التغلب على إدمان المهدئات ، والحد من ارتفاع ضغط الدم ، والأرق ، والصداع النصفي ، والاكتئاب ، والقلق ، وغيرها من الأمراض النفسية الجسدية. ويعمل على استقرار العقل وزيادة الوعي والتركيز والقوة مع تحسين الذاكرة واليقظة في نفس الوقت. إن التأمل أداة فعالة لتجديد العقل والجسد والروح، وكذلك يساعد التأمل في التعامل مع المواقف العصيبة في الحياة اليومية.