افتتاحية العدد
--
شاهد العالم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أثناء إلقائه مؤخراً خطاب تاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد تحدث رئيس الوزراء مودي بصراحة وبوضوح، حيث دعا إلى إصلاح هذه الهيئة الدولية متعددة الأطرف وجعلها أكثر جاهزية للتعامل مع الواقع الجديد في عالمنا اليوم. وتساءل مودي في حديثه إلى متى سيتم إبعاد الهند، التي تساهم بشكل كبير في تعزيز الأمم المتحدة ، عن عملية صنع القرار في المنظمة.
ونتناول على صفحات هذا العدد من مجلة “آفاق الهند” بصورة مستفيضة حول تسير السياسات الدبلوماسية للهند دوماً وفق الرؤية العامة للبلاد التي تعمل على تعزيز وتقوية الشراكات مع كافة دول العالم وفي جميع قطاعات التنمية، وينعكس هذا النهج بصورة جلية في المُثل العليا و دورات برامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي(آيتك)،الذي يمثل ذراعاً هاماً في دبلوماسية القوة الناعمة الهندية.
ونُلقي في هذا العدد الضوء على جوانب مختلفة من رؤية رئيس الوزراء مودي لجعل الهند “دولة تعتمد على ذاتها”، وهو الأمر الذي لن يتحقق سوى من خلال الابتكارات في القطاعات المحلية. ففي قطاع الزراعة على سبيل المثال، بدأ العمل على زيادة الاستخدامات المبتكرة ذات النفع اليومي من نبات الخيزران، الذي يعد جزءاً من تقاليدنا الزراعية، الأمر الذي ساهم في زيادة الإنتاج و تعزيز دخل المزارعين من خلال زراعة محاصيل محلية ذات طلب تجاري مرتفع، والعمل في الوقت ذاته على تحقيق الهدف الجديد المتمثل في الاكتفاء الذاتي.
تساهم مبادرة أخرى طرحها رئيس الوزراء مودي تحت شعار “اصنع في الهند” في إحياء صناعة المنسوجات القبلية في الهند. ونتناول في أحد الموضوعات كيفية عودة الطلب على المنسوجات، التي تصنعها المجتمعات القبلية في البلاد بدعم من الحكومة. ومع مرور عام كامل على إرساء حركة “الهند تتمتع باللياقة البدنية” في عام 2020،نرصد كيف تُصنف هذه المبادرة الجديدة على أنها إجراء يهدف إلى الحفاظ على اللياقة البدنية وتعزيز المناعة.
إن التقدم الهائل، الذي تحققه الهند في مجال التكنولوجيا لم يساعدها في إحداث ثورة رقمية فحسب، بل ساعد كذلك دعاة حماية الحياة البرية وعلماء الطبيعة في الحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية الثرية والمتنوعة في مختلف أنحاء البلاد.ونقدم للقراء الأعزاء في هذا العدد من المجلة موضوع آخر حول كيفية استخدام ابتكارات مثل الأدوات الوراثية الجزيئية في مجال علم الحفظ الحيوي.
ونستكشف كذلك من خلال باب آخر في المجلة الإنجازات العلمية التي حققتها الهند من خلال إحدى مؤسساتها المرموقة، وهي مركز بهابها للبحوث الذرية، الذي وضع البلاد على الخريطة العالمية للبحث والتطوير المتقدم في مجال العلوم النووية.
وعلى الصفحات الأخيرة، نقدم تحية تقدير وإجلال للمطرب الموهوب الحائز على جائزة بادما فيبهوشان بانديت جاسراج، الذي قدم اسهامات جليلة للموسيقى الكلاسيكية الهندية، وترك خبر وفاته مؤخراً فراغاً واضحاً في عالم الموسيقى.