سياحة وسفر

موسم تفتٌح الأزهار

القضية 01, 2021

موسم تفتٌح الأزهار

بقلم راجيف فيرما |مؤلف

القضية 01, 2021


في كل عام بين فصلي الخريف والربيع ، تتزين مدينة شيلونج في ولاية ميجالايا بدرجات مختلفة من اللون الوردي مع تفتح أزهار الكرز في الهيمالايا. نلقي الضوء من خلال هذا الموضوع علي بعض المعالم الطبيعية الجديرة بالملاحظة في العاصمة شيلونج وما حولها من مناطق

بمجرد ذكر أزهار ساكورا أو أزهار الكرز يتبادر لذهن المرء صوراً غاية في الروعة لتلك الزهور الرقيقة المتفتحة في اليابان. ولكن حقيقة الأمر أن المرء ليس في حاجة للسفر إلى اليابان لمشاهدة هذه الأزهار، وإنه يحتاج فقط أن يحزم أمتعته و ينطلق في رحلة إلى ولاية ميجالايا في شمال شرق الهند.في حين تزدهر أشجار الكرز حول العالم عادة في فصل الربيع، تكتسي مدينة شيلونج، عاصمة ولاية ميجالايا، بعباءة من اللون الوردي لأزهار الكرز في جبال الهيمالايا خلال فصل الخريف، مما يمنحها تمييزاً فريداً من خلال الاحتفال بالزهور في نوفمبر. وتحول هذه الظاهرة منطقة تلال شرق الخاسي إلى جنة للأزهار.ومن الحقائق، التي كررها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في إحدى حلقاته برنامجه الإذاعي الشهري للأمة بعنوان “مان كي بات”، إشاراته إلى صور أزهار الكرز الجميلة، حيث قال:”ربما تفكر في أنني عندما أشير إلى أزهار الكرز، أنني أتحدث عن هوية اليابان المميزة، ولكن الأمر ليس كذلك. هذه ليست صور من اليابان. هذه صور لمدينة شيلونج من ميجالايا. لقد زادت أزهار الكرز من سحر و جمال ولاية ميجالايا.”تستضيف مدينة شيلونج باعتبارها المقر الرئيسي لمنطقة تلال شرق خاسي، مهرجان شيلونج السنوي لأزهار الكرز. وقد بدأ هذا المهرجان في عام 2016، وتنظمه حكومة ولاية ميجالايا بالتعاون مع معهد الموارد الحيوية والتنمية المستدامة. ويأتي السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة تفتح هذه الأزهار الرقيقة. ويمكن كذلك الاستمتاع بمشاهدة أفضل المناظر للأزهار أثناء ركوب قارب في بحيرة واردز. وتعتبر بحيرة واردز، التي يبلغ عمرها 100 عام، واحدة من أكثر مناطق الجذب المفضلة في شيلونج، وتتميز بوجود جسر خشبي جميل ومنحدرات خضراء وحدائق مشذبة.

يعد ملعب شيلونج للجولف من الأماكن الرائعة الأخرى في المدينة لاستكشاف جمال أزهار الكرز. ويقع ملعب الجولف داخل مزرعة لأشجار الصنوبر. ويتكون المعلب من 18 حفرة، وهو مكان شهير للاسترخاء. ويمكنك هنا الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة، والتنزه بهدوء بين أحضان المروج الواسعة المورقة. ويمكن للزوار إحضار أدوات رياضة الجولف الخاصة بهم للمشاركة في بطولة الجولف للهواة، التي يتم تنظيمها في إطار المهرجان.تعتبر مدينة شيلونج أكثر من مجرد مدينة تتفتح فيها أزهار الكرز في الهند، فهي مركز سياحي رئيسي. تعتبر المدينة من الوجهات التي ترحب بالمسافرين الذين يرغبون في خوض تجربة للتعرف على عجائب وسحر الطبيعية. وسيجد المسافرون، الذين يبحثون عن الراحة والبعد من صخب الحياة اليومية، ضالتهم المنشودة في المناطق الجذابة المحيطة لمنتزه فان نونجليت، الذي كان يٌعرف سابقاً باسم “ليدي هيداري بارك”. ويقع هذا المتنزه المترامي الأطراف في قلب مدينة شيلونج، ويضم حديقة حيوانات مصغرة وحديقة صغيرة خاصة للغزلان.وعلى مسافة قريبة من المنتزه (حوالي 1.5 كم) تقع كاتدرائية ماري مساعدة المسيحيين، حيث الأقواس العالية والنوافذ الزجاجية الملونة والأعمال الفنية الداخلية المصنوعة من الصلصال. ويعتبر هذا المبنى الجميل من عوامل الجذب الرئيسية في المنطقة.وتوجد منطقة جذب شهيرة أخرى في المدينة على بٌعد حوالي أربعة كيلومترات من الكاتدرائية، وهو متحف وانكار للحشرات. ويحتوي هذا المتحف المملوك للقطاع الخاص على مجموعة رائعة من خنافس وحيد القرن، و 1600 نوعاً من الفراشات والعثة. وتدير المتحف ويروينا وانكار وهي ابنة عالم الحشرات الهندي الشهير د/ إس ساركار.

تعد الرحلات البرية في شيلونج والمناطق المحيطة بها أثناء تفتح أزهار الكرز تجربة ساحرة مع الأشجار، التي تصطف على جانبي الطريق المليئة بالزهور الوردية

وتقع شلالات الفيل على ٌبعد حوالي 10 كم من المتحف، ويُطلق على هذا الشلال الساحر اسم “كاشاد-لاي-باتينج” بلغة منطقة خاسي المحلية ، ويندفع الشلال علي ثلاثة مستويات في بركة فوارة.وتقع قمة شيلونج أعلى نقطة في المدينة على بٌعد حوالي 10 كم من مدينة شيلونج وعلى ارتفاع 1966م، وهي توفر إطلالة بانورامية شاملة على شيلونج. وفي الأيام الصافية الأجواء، تظهر جبال الهيمالايا. ويوجد تلسكوب هنا لتحسين متعة المشاهدة.وتقع قرية ماوفلانج علي مشارف المدينة على بٌعد حوالي 25 كم وهي أحد أقدس بساتين ولاية ميجالايا. وتضم مجموعة متنوعة من النباتات المزهرة والأشجار والفراشات. وفقاً للأسطورة المحلية، فإن الغابة محمية من قبل عشيرة لينجوه ، التي يُعتقد أنها المسئولة عن حماية كافة البساتين المقدسة في تلال شرق خاسي.وعلى بٌعد 65 كم تقريباً بالسيارة من قرية ماوفلانج نصل إلى قرية ماولينونج وهي واحدة من أنظف قرى آسيا. ويوجد في هذه القرية جسر من جذور النباتات الحية ويعرف باسم “نوهويت”، وهو جسر شهير معلق تم إنشاؤه عن طريق نسج جذور شجرة التين المطاطية وذلك على مر الأجيال.

شلالات الفيل

ويٌعد توازن الصخور الموجود على مشارف القرية عاملاً من عوامل الجذب للمكان. ويتميز هذا الموقع بوجود صخرة عملاقة متوازنة بشكل طبيعي فوق حجر صغير. ويدعي السكان المحليون أنها على هذا النحو منذ عدة سنوات، وأنه لم تتمكن أي قوة من قوى الطبيعة الإخلال بهذا التوازن.وترحب ولاية ميجالايا بزوارها في بساتينها المقدسة، فتسحرهم بأزهارها المتنوعة، وتفتنهم بجسور مصنوعة من جذور النباتات الحية في مشهد غاية في الروعة والجمال. وتعني كلمة “ميجالايا” حرفيا “دار السحاب”، وبالمعنى الحقيقي للكلمة نجد أنها “جنة الطبيعة”.

https://www.northeastexplorers.in/

بقلم راجيف فيرما

راجيف فيرما كاتب عاشق للسفر والرحلات من شمال شرق الهند قام بجولات مكثفة في الولايات السبع الشقيقة في المنطقة. ويقوم بتنظيم جولات مصحوبة بمرشدين للزوار الراغبين في استكشاف جمال الولايات السبع الشقيقة. وهو مؤسس شركة نورث إيست إكسبلورر، وهي شركة سياحة بيئية مقرها شمال شرق الهند. موقع الشركة: www.northeastexplorers.in
error: Content is protected !!