السينما

السينما الهندية تستحوذ على الصيف في أمريكا

القضية 03, 2019

السينما الهندية تستحوذ على الصيف في أمريكا

كاران كوشيك |مؤلف

القضية 03, 2019


يحتفل مهرجان نيويورك للسينما الهندية في دورته التاسعة عشرة بالأفلام المستقلة وإنتاج المؤسسات الفنية وأفلام السينما البديلة من شبه القارة الهندية

تم خلال فاعليات المهرجان عرض اثنين وثلاثين فيلماً في ستة أيام، من بينها سبع عالمية عرض أول وخمس أفلام أمريكية عرض أول و باقي الأفلام من نيويورك علاوة على أفلام بلغات هندية محلية مثل: الآسامية والبنغالية والتاميلية والمالايالامية والماراتية والكانادا ولاداخي والبنجابية وهاريانفي! ولكن كل هذه الحقائق ليست هي الملفت للنظر فيما يتعلق بمهرجان نيويورك للسينما الهندية، لأن هذا المهرجان، الذي يعد أقدم وأعرق مهرجان سينمائي هندي في أمريكا، معروف بالاحتفاء بالأفلام المثيرة للأفكار  الجديد من إبداع فنانين من شبه القارة الهندية. ومن المثير للاهتمام أن القصص التي ترويها هذه الأفلام لا تتعلق دائماً بالهند أو الهنود، ولكن لها صلة بالبلد نفسها وأحوالها! افتتحت الدورة التاسعة عشرة من المهرجان فاعلياتها بعرض مجموعة كبيرة من الأفلام، التي تجاوزت الحدود الجغرافية والسياسية، ودفعت التركيز على أفكار وحوارات جديدة. ويمكن القول إن المهرجان، الذي جرت فاعليته خلال الفترة من 7 إلى 12 مايو في سينمات إيست فيليج في مانهاتن ونيويورك، عكست قوة أبناء الهند في المهجر، الذين يحتفظون على روح وطنهم الأم على الرغم من استقرارهم في أماكن مختلفة من العالم.

المخرجة جوريندير تشادها مع الممثل عامر تشادها باتيل، الذي  لعب دور البطولة في فيلمهابلينديد باي ذات لايت

قصص منسية في السينما الهندية

وبخلاف التنوع في الموضوعات، ركزت العناوين الرئيسية حول مهرجان نيويورك للسينما الهندية  لهذا العام على أربعة أفلام لم يتم عرضها حتى في الهند وهي: فيلم بليندد باي ذا لايت للمخرج جورنر تشاد، وفيلم سير للمخرج روهينا جيرا و فيلم فوتوجراف للمخرج ريتيش باترا وفيلم ذا لاست كالر للشيف الشهير والمخرج فيكاس خانا. ويتناول أول هذه الأفلام، وهو من إبداع مخرج إنجليزي من أصل هندي، قصة مراهق آسيويبريطاني من الثمانينات، يجد عزاءً في موسيقى بروس سبرينجستين. ويقال إن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية خاصة بالصحفي سرفراز منذور.

ويتناول فيلم سير للمخرج روهينا جيرا، التي عُرض في مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي وحصلت على جائزتين في مهرجان نيويورك للسينما الهندية هما جائزة أفضل فيلم و جائزة أفضل ممثلة (تيلوتاما شومي)، قصة راتنا وهي أرملة تعمل كخادمة في المنازل. فاز مخرج بوليوود السينمائي ريتيش باترا عن فيلمه الرومانسي الجديدفوتوجراف“- وهو أيضا مخرج فيلمذا لانش بوكس“- من بطولة نواز الدين صديقي وسانيا مالهوترا على جائزة أفضل مخرج في المهرجان. ويتناول الفيلم قصة مصور هاوي في شوارع مومباي يطلب مساعدة فتاة جامعية عندما تضغط عليه جدته للزواج. ويتعرض فيلمذا لاست كالر، وهو أول فيلم للشيف الشهير المخرج  فيكاس خانا، لموضوع حكم المحكمة العليا لعام 2012 الذي سمح للأرامل بالمشاركة في الاحتفال بالهولي في فريندافان. ولاقى هذا الفيلم الذي تم عرضه في ختام المهرجان استحسان القائمين على المهرجان. وشاركت في أنشطة المهرجان المختلفة 19 فيلماً إقليمياً باللغات البنغالية والأسامية والماراثية والتاميلية ولغات أخرى.

فيلمذا لاست كالرللشيف الشهير فيكاس خانا يعتمد في قصته على حكم المحكمة العليا لعام 2012 الذي يسمح للأرامل بالمشاركة في مهرجان الهولي في فريندافان ؛ أسفل

ووفقاً لمدير المهرجان عاصم شابرا، فقد كان هناك تمثيل قوي للسينما الإقليمية من الهند بما في ذلك فيلم الأطفال الكشميري الناطق بلغة لاداخ. ويقول شابرا: “إننا فخورون بمشاركة مجموعة رائعة من الأفلام الجديدة من الهند. و يظهر هذا الاختيار من هذه المجموعة من الأفلام الاستثنائية روعة وقوة القصص الهندية. ومن جانبه قال راكيش كول نائب رئيس مجلس الفنون الهندية الأمريكية وهي الهيئة المنظمة لمهرجان نيويورك للسينما الهندية:”تبرز السينما الإقليمية الجوهر الحقيقي للهند، وقد شاهد الجمهور في نيويورك روعة الهند من خلال فاعليات المهرجان.”

صناع السينما

أسس هذا المهرجان أرون شيفداساني من سكان نيويورك، والذي نجح في إدارته على مدى عشرين عاماً قبل تقاعده العام الماضي. ويقوم من خلفوا شيفداساني في إدارة المهرجان بالعمل على نقل المهرجان إلى المستوى التالي من خلال الاستعانة برعاة جدد. وانضم عازف السارود الشهير المايسترو أمجد علي خان إلى مجلس إدارة المهرجان علاوة على تعيين الشيف الشهير فيكاس خانا سفير للعلامة التجارية للمهرجان. ويقول فيكاس خانا، الذي يدور فيلمه وهو من بطولة نينا جوبتا حول العلاقات المؤثرة،:”إن فيلمي يدور حول موضوع المحرمات الاجتماعية ، والأهم من ذلك أولئك الذين يعتبرهم المجتمع منبوذين. لطالما أردت أن أروي هذه القصة وأحتاج إلى الجمهور المناسب لسماعها. لقد أعطاني هذا المهرجان منصة مثالية لتحقيق هدفي.” وتم عرض فيلم وثائقي آخر في مهرجان نيويورك للسينما الهندية وهم فيلمسندوستانلمصمّمة الشعر الشهيرة سابنا بهافناني، الذي يتناول ثقافة منطقة السند. بالحديث عن فيلمها و مهرجان نيويورك للسينما الهندية، تقول بهافناني: “كان مهرجان نيويورك للسينما الهندية  بمثابة نافذة ممتازة للعرض العالمي الأول لفيلمي. وكان الجمهور متحمساً وداعماً لي ، وكان العرض رائعاً حقاً.”

روهينا جيرا (يسار) مخرج فيلمسيرمع تيلوتوما شومي صاحبة دور البطولة النسائية في  الفيلم

ومع ذلك ، فإن المهرجان لم يركز فقط على الأفلام البديلة. وقال مادوميثا ، الذي كان فيلمه الناطق باللغة التاميليةدي.كيه.” من مجموعة الأفلام الهندية المعروضة:”عادة ما يكون هناك اعتقاد خاطئ بين الجمهور الهندي بأنه عندما يقوم الفيلم بجولات في مهرجانات الأفلام ، فإن هذا يعني أن الفيلم موجه فقط لجمهور متخصص. ولكن على العكس تماماً، فإن أفلام المهرجان عادة ما تحاول الجمع بين المحلي والعالمي.”

في الوقت الذي تفتخر فيه السينما الهندية بإنتاجها الضخم من الأفلام الناطقة بلغة الهندي في الهند، فإنها تفتخر اليوم كذلك بإنتاج مئات من الأفلام ذات ميزانيات ضخمة سنوياً، حيث يعمل صناع الأفلام في جميع أنحاء الهند من أجل تقديم قصص فريدة من نوعها في ظل ظروف مقيدة إلى حد كبير. وتقدم المهرجانات مثل مهرجان نيويورك للسينما الهندية  الفرصة لأصحاب العقول المبدعة في عالم السينما الهندية نافذة دولية لعرض إبداعاتهم. وهذا تماما ما ذكره مدير المهرجان عاصم شابرا في قوله: “يهدف المهرجان إلى الترويج لأفلام لم تكن لتصل إلى نيويورك أو إلى الجمهور على الصعيد العالمي. نحن نحاول أن نجعل كل قصة من قصص الأفلام الهندية تروى وتسمع من جانب الجمهور العالمي! “

كاران كوشيك

كاران كاوشيك هو في الأساس مهندس ولكنه امتهن الصحافة، وهو خريج المعهد الهندي للإعلام ويحب توثيق الرحلات التي يقوم بها عبر البلاد.
error: Content is protected !!